المحلية وتحرير الفكر العربي: تفكيك الهيمنة اللغوية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تتناول هذه الدراسة العلاقة المعقدة بين اللغة والحرية في بلدان العالم العربي من خلال منظور المحلية، Vernacularism مستندةً إلى العمل الرائد لناصر الحجاج في كتابه المحلية العربية (2024) إن فرض اللغة العربية الفصحى (أو ما يسمى في الاصطلاح الغربي العربية القياسية الحديثة (MSA) باعتبارها الشكل الوحيد المشروع والمعترف به من بين سائر لغات العرب ـ لا يؤدي إلى تهميش اللهجات المحلية، وحسب، بل إنه يفرض أيضا نوعا من الخضوع اللغوي الذي يحرم الأفراد من نمط التعبير الطبيعي لديهم (لغتهم الأم)، هذه الهيمنة اللغوية التي انتقدها المحلل النفسي العالمي مصطفى صفوان في كتابه "لماذا العرب ليسوا أحرار؟ وأشار إليها كذلك إ. شوبي E. Shouby في دراسته "تأثير اللغة العربية على سيكولوجية العرب"، هيمنة تمتد إلى ما هو أبعد من الأكاديميا، لتشمل صناعة النشر، والتعليم، والاتصال الرقمي. فالملايين من العرب غير أحرار في الكتابة بلغتهم الخاصة؛ إذ يتم إجبارهم على استخدام شكل مصطنع مقنن من العربية يمحو تراثهم المحلي ويقمع التفكير النقدي.
من خلال تحليل كيفية تعزيز التراتبيات اللغوية للقمع النفسي والاجتماعي، تجادل هذه الدراسة بأن المحلية هي الطريق نحو تفكيك الاستعمار اللغوي العربي، ونحو تحرير العرب من العبودية اللسانية، وتقترح أن الاعتراف الرسمي بلغات العرب المحلية، ودراستها، ودمجها أكاديميا سيساهم في تفكيك الازدواجية اللغوية المتجذرة، مما يحرر الحياة الفكرية العربية ويجعلها متماشية مع الحقائق اللغوية العالمية. علاوة على ذلك، فإن دمج العربيات المحلية في التكنولوجيا الرقمية ـ وخاصةً معالجة اللغات الطبيعية (NLP) والذكاء الاصطناعي (AI) سيمكن الشعوب العربية من استعادة سيادتها اللغوية والمشاركة الكاملة في كيان "اللسان العربي" في العصر الرقمي دون القيود التي تفرضها البنية النحوية الصارمة لقواعد الفصحى التوجيهية.
تفاصيل المقالة
القسم

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.