الثنائية وأثرها في علم الصرف والمعجميات العربية : قراءة في ضوء نظرية المحلّية لأعمال الأب أنستاس ماري الكرملي

محتوى المقالة الرئيسي

شيرين تناصرة برغوت

الملخص

تقدّم هذه الورقة البحثية إعادة فحص نقدية لنظرية الثنائية الصرفية كما صاغها لأول مرة الأب أنستاس ماري الكرملي (1866–1947)، وأعاد تعريفها ناصر الحجاج في كتابه المحليّة العربية (Arab Vernacularism, 2024).  تفترض الثنائية أنّ اللسان العربي، شأنه شأن اللغات السامية الأخرى، نشأ أساساً من الجذور الثنائية لا من البنى الثلاثية التي قنّنها النحاة العرب في العصور الوسطى. وبينما تناول الكرملي هذه النظرية بصفته فِيلولوجيّا مقارنا ومعجميّا، رابطا بين اللسان العربي والأنماط اللغوية الهندوأوروبية، فإن الحجاج وسّع تطبيق ظاهرة الثنائية لمعالجة مشكلة الازدواج (الازدواجية اللغوية) في بنية الصرف العربي. فقد أعاد الحجاج الاعتبار للثنائية، وبخاصة الفعل الثنائي، بما أضاف وزنا جديدا للميزان الصرفي، وطرح الأوزان الصرفية الثنائية الأصيلة فَعْ و فَعَّ في كلمات مثل: مَل / مَلّ ("تعبَ / مُتعَب")، رافضاً اعتبار الفعل الثنائي فعلا ثلاثيا، كما فرضه النحاة بصيغته المعيارية المصطنعة ملل (faʿala → malala)  التي فرضت في المعاجم الكلاسيكية.


من خلال تحليل معاجم تاريخية تبدأ من كتاب العين وصولاً إلى لسان العرب، فضلاً عن المعاجم الحديثة، يبرهن هذا البحث على أن النموذج الثلاثي ترسّخ كمسلّمة لغوية رغم عدم انسجامه مع لغات العرب المحكية وحتى مع بعض صيغ الاستعمال الكلاسيكي. وبإحياء الجذور الثنائية المهملة، تقترح الدراسة إصلاحاً صرفياً ومعجمياً يجسر الهوة بين العربي كلسان حي، وبين الشكل الممأسس من العربية، وبذلك يخفّف اعتماد الثنائية من حدة الازدواجية البنيوية (الفصحى ـ العامية). ولا يكتفي هذا المنهج بإحياء رؤى الكرملي المهمَلة، بل يضع نظرية الثنائية كمنهجية صالحة للمعجمية العربية الحديثة، ولتعليم اللسان العربي، وللسانيات الحاسوبية.  

تفاصيل المقالة

القسم

Articles

كيفية الاقتباس

الثنائية وأثرها في علم الصرف والمعجميات العربية : قراءة في ضوء نظرية المحلّية لأعمال الأب أنستاس ماري الكرملي (برغوت ش. ت. .). (2025). Mesopotamian Journal of Arabic Language Studies, 2025, 14-21. https://doi.org/10.58496/MJALS/2025/007

المؤلفات المشابهة

يمكنك أيضاً إبدأ بحثاً متقدماً عن المشابهات لهذا المؤلَّف.