استكشاف أثر العامية البينية اللغوية على شعر لغة الهوسة: قراءة لغوية شعبية

الملخص

منذ العصر الأرسطي إلى يومنا هذا، ظلّت العلاقة بين اللغة والأيديولوجيا والسلطة علاقة عضوية لا تنفصل، تشكّل الخطاب من زواياه اللسانية، والثقافية، والتاريخية والاجتماعية. وانطلاقاً من مبدأ المحلانيّة (Vernacularism) بوصفها أداة نقدية تهدف إلى الحدّ من هيمنة لغة على أخرى ومقاومة التهميش اللغوي، تكشف هذه الدراسة أن اللغة العربية، في إطار المحلانيّة العابرة للغات  (Interlingual Vernacularism)، مارست تأثيراً واسعاً في لغات أخرى، وفي مقدّمتها لغة الهوسا (Hausa)، ولا سيّما بوصفها اللغة التي انتشر من خلالها الإسلام في مناطق واسعة من العالم.

وتبيّن نتائج الدراسة أن اللغة العربية أسهمت، على نحو جوهري، في كبح الخصائص الصوتية والفونولوجية المُوطَّنة في لغة الهوسا، والتي كانت تضبط الأنماط الإيقاعية والعروضية في الشعر الهوساوي الكلاسيكي. ويُعدّ هذا التأثير القوي للأنماط العروضية العربية في تشكيل الشعر الهوساوي نموذجاً واضحاً لحالة المحلانيّة العابرة للغات، حيث غدت الأوزان العربية محرّكاً رئيساً في بناء القصيدة الهوساوية المكتوبة.

وفي ضوء ذلك، تعزّز هذه الدراسة الدعوات الموجّهة إلى الباحثين في اللسانيات إلى ترسيخ دراسات المحلانيّة بوصفها أداة نقدية فاعلة لتعزيز الاستقلال اللغوي، وتكريس التعددية اللغوية، ودعم الاستدامة الثقافية وحماية الهوية في عالم يشهد تحوّلات متسارعة.