"حرفيًا كما تليت" — وقفة إلهية من لسان الشيخ عنتر
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تفحص هذه المقالة المَفْصل البلاغي بين قراءتين "مالكٌ لـ ... و مالك" يوم الدين" كما جاء في تلاوة الشيخ عنتر مسلم، وكما أثبته ثلاثة من القرّاء العشرة المتواترين. فبعيداً عن كون "مالكٌ لـ" شذوذاً نحوياً، يُمثّل الوقف بين لام المِلْكية (لـ) ومتمّمها المتأخّر(يومَ الدين) انقطاعاً مقصوداً ـ يُدرِّج لانهائيةَ القدرة الإلهية عبر تشويقٍ نصّي محسوب. فالنحو المتوقَّع يقتضي (يوم) بالكسرة، أي حالة الجر، مكمّلاً لحرف الجر اللام "لـ" بينما تعطي التلاوة (يومَ) بالفتحة، أي حالة النصب. وهذا خرق واضح لأرفع القواعد النحوية، ولكن لأسباب بليغة، كما سنرى.
تتكشّف خلال البحث ثلاثة مسارات كبرى:
أولاً، ينهار التماسك (الفصاحة) لأن الرابطة النحوية المتوقعة تُحجَب عمداً لمنع التعداد (أي الادعاء بأن الله يملك س، أو ص) ـ حاشى لله.
ثانياً، يختلّ مبدأ الميني ماكس (MiniMax) أو (أدنى الأقصى، أو نقطة الاختيار)، فيُجبر السامع على بذل أقصى جهدٍ تأويلي انطلاقاً من أقل قدر من الدلالة الظاهرة.
ثالثاً، يُستعاد الاتساق (البلاغي) من خلال الظرف (يوم الدين) الذي يُغلق المعنى ويستكمل البناء الدلالي.
هذا الإخراج البلاغي ـ جذر التلاوة ـ ، ومصدَّقٌ بالتراث، ومصاغٌ وفق مبدأ "الإبلاغيّة" (مبدأ المباغتة الأسلوبية) ـ يدعو إلى إعادة التفكير في مبادئ الملاءمة والفاعلية، وفي قواعد لغة ملكوت السماء. (روبرت بيوگراند، 1980).
تفاصيل المقالة
إصدار
القسم

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.